مؤشر السوق السعودي (تاسي) هو المؤشر الرئيسي الذي يقيس أداء السوق المالية السعودية (تداول). هذا المؤشر يشمل جميع الشركات المدرجة في السوق الرئيسية، ويعكس متوسط أدائها من خلال قيمة رقمية يتم تحديثها بشكل مستمر أثناء جلسات التداول. إذا ارتفع المؤشر، فهذا يعني أن القيمة السوقية الإجمالية للشركات ارتفعت، بينما انخفاضه يشير إلى تراجع تلك القيمة.
تاسي ليس مجرد رقم تتابعه في نهاية نشرة الأخبار الاقتصادية، بل هو أداة تحليلية مهمة يستخدمها المستثمرون والمتداولون لفهم المزاج العام للسوق، ورصد توجهات السيولة، واتخاذ قرارات شراء أو بيع أكثر دقة. فهو أشبه بـ “ميزان حرارة” يقيس صحة السوق ويعكس مدى التفاؤل أو التشاؤم لدى المستثمرين.
على سبيل المثال، إذا كان المؤشر في اتجاه صاعد مستمر لعدة أسابيع، فقد يدل ذلك على أن السوق في حالة انتعاش وأن المستثمرين لديهم شهية أكبر للمخاطرة. في المقابل، إذا دخل المؤشر في موجة هبوط طويلة، فقد يكون ذلك إشارة إلى تباطؤ اقتصادي أو حذر متزايد من قبل المستثمرين.
متابعة مؤشر تاسي ليست مجرد هواية أو فضول، بل هي أداة أساسية لأي شخص يستثمر أو يتداول في السوق السعودي. المؤشر يعطيك صورة فورية عن صحة السوق واتجاهاته، وهو نقطة البداية لفهم أين تضع أموالك ومتى تتحرك. إذا كنت تتعامل مع الأسهم، فإن تجاهل حركة تاسي يشبه قيادة السيارة بدون لوحة عدادات.
على سبيل المثال، إذا لاحظت أن تاسي يرتفع بثبات مع زيادة في أحجام التداول، فهذا قد يعني أن هناك موجة شراء قوية تجذب السيولة إلى السوق، وهي إشارة إيجابية للمستثمرين. أما إذا كان المؤشر يهبط بسرعة مع خروج السيولة، فقد يكون من الحكمة تقليل المخاطرة أو الانتظار حتى يتضح الاتجاه.
المؤشر يساعدك أيضًا في مقارنة أدائك الشخصي بالسوق. إذا كانت محفظتك ترتفع بنسبة 3% بينما المؤشر ارتفع بنسبة 5% خلال نفس الفترة، فهذا يعني أنك تتأخر عن السوق، وقد تحتاج إلى إعادة النظر في استراتيجيتك أو توزيع أصولك.
يُحسب مؤشر تاسي بطريقة القيمة السوقية المرجّحة بالأسهم الحرة. هذا يعني أن وزن كل شركة في المؤشر يعتمد على قيمتها السوقية القابلة للتداول، وليس عدد أسهمها فقط. النتيجة أن الشركات الأكبر من حيث القيمة السوقية يكون لها تأثير أكبر بكثير على حركة المؤشر.
على سبيل المثال، شركة مثل أرامكو التي تملك قيمة سوقية هائلة، قد تدفع المؤشر للصعود بعدة نقاط بمجرد ارتفاع سعر سهمها بنسبة صغيرة، بينما شركة صغيرة قد لا تؤثر على المؤشر حتى لو ارتفعت بنسبة 10%.
خذ هذا السيناريو الواقعي: إذا ارتفع سهم أرامكو بنسبة 1% في جلسة واحدة، قد نشهد صعودًا واضحًا في المؤشر، حتى لو كانت معظم الشركات الأخرى مستقرة أو متراجعة. والعكس صحيح، إذا هبطت أسهم الراجحي أو سابك بشكل حاد، قد يضغط ذلك على المؤشر ويجعله في المنطقة الحمراء رغم وجود أسهم كثيرة رابحة.
فهم طريقة الحساب هذه يمنحك أفضلية كمستثمر، لأنك تستطيع تحديد الشركات التي “تحرك” السوق، وتعرف متى تكون حركة المؤشر انعكاسًا حقيقيًا لأداء السوق ومتى تكون نتيجة لتغيرات في عدد محدود من الأسهم الثقيلة.
يتكون مؤشر تاسي من مجموعة قطاعات اقتصادية متنوعة، لكن ليس كل القطاعات لها نفس التأثير. بعض القطاعات تملك وزنًا ثقيلًا يجعل تحركاتها تنعكس بشكل واضح على المؤشر، بينما أخرى تأثيرها أقل نسبيًا. معرفة هذه الأوزان تساعدك على قراءة حركة تاسي بدقة أكبر.
على سبيل المثال، في إحدى جلسات 2024، قاد قطاع البنوك موجة صعود قوية بعد إعلان نتائج أرباح فاقت التوقعات، مما دفع تاسي للارتفاع رغم الأداء الضعيف لقطاع المواد الأساسية في نفس اليوم. هذا يوضح كيف أن القطاع القائد يمكنه جر السوق بأكمله صعودًا أو هبوطًا.
قراءة مؤشر تاسي بشكل يومي تحتاج إلى فهم مجموعة من العناصر التي تظهر على شاشة التداول. هذه العناصر تمنحك صورة واضحة عن المزاج العام للسوق، وما إذا كان الصعود أو الهبوط قويًا وقابلًا للاستمرار.
مثال واقعي: إذا أغلق تاسي مرتفعًا بنسبة 1% لكن معظم هذا الارتفاع جاء من أرامكو فقط، فقد يكون السوق ككل أقل قوة مما يوحي به المؤشر. لذلك، لا تكتفِ بقراءة الرقم النهائي، بل انظر إلى تفاصيل المكونات.
لنفترض أننا في جلسة تداول بتاريخ 12 مارس 2024. مع بداية الجلسة، أعلنت مجموعة من البنوك السعودية عن نتائج مالية قوية فاقت توقعات المحللين، وكان أبرزها بنك الراجحي الذي سجل نموًا في الأرباح بنسبة 15% مقارنة بالعام السابق. مباشرة بعد الإعلان، ارتفع سهم الراجحي بنسبة 3% خلال الساعة الأولى من التداول.
في نفس الوقت، سجلت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق العالمية، مما انعكس إيجابًا على سهم أرامكو الذي صعد بنسبة 1.5%. هاتان الحركتان وحدهما كانتا كفيلتين بدفع مؤشر تاسي للارتفاع بأكثر من 1.2%، حتى مع وجود تراجع طفيف في بعض القطاعات الأخرى مثل المواد الأساسية.
هذه الحالة توضح بوضوح كيف أن تحركات شركات قليلة ذات وزن كبير في المؤشر يمكن أن تغيّر اتجاه السوق بالكامل. لذلك، من المهم متابعة أخبار وإعلانات الشركات القيادية بشكل خاص، لأنها غالبًا ما تكون المحرك الرئيسي لمؤشر تاسي.
هناك عدة طرق للاستثمار في السوق السعودي مع الاستفادة من حركة مؤشر تاسي، سواء كنت تبحث عن استثمار طويل الأجل أو تداول قصير الأجل. اختيار الطريقة المناسبة يعتمد على أهدافك، مستوى خبرتك، ودرجة المخاطرة التي تستطيع تحملها.
الاستثمار المرتبط بتاسي يمنحك فرصة لمواكبة حركة السوق الكلية، ويعتبر وسيلة ممتازة لتنويع محفظتك وتقليل المخاطر المرتبطة بالاعتماد على شركة واحدة فقط.
مؤشر تاسي ليس مجرد أداة لقياس المزاج العام، بل يمكن أن يكون جزءًا من استراتيجيتك اليومية أو الشهرية في الاستثمار. إذا تعاملت معه بذكاء، سيصبح كأنه مساعد شخصي يوجهك في قرارات البيع والشراء.
مثال عملي: إذا لاحظت أن المؤشر ارتفع بنسبة 1% بعد إعلان أسعار نفط مرتفعة، وقطاع الطاقة يقود الصعود، يمكنك استغلال هذه المعلومة للدخول في أسهم القطاع المستفيدة قبل أن تتسع موجة الارتفاع.
متابعة تاسي أمر مهم، لكن هناك أخطاء يقع فيها كثير من المستثمرين تجعلهم يتخذون قرارات خاطئة أو متسرعة. معرفة هذه الأخطاء وتجنبها يوفر عليك خسائر كبيرة ويجعلك تتعامل مع المؤشر بعقلانية.
تجنب هذه الأخطاء يجعلك تستخدم المؤشر كأداة تحليلية قوية بدلًا من أن يكون مجرد رقم تتفاعل معه عاطفيًا.
مؤشر السوق السعودي (تاسي) هو أداة لا غنى عنها لفهم حالة السوق وتحديد الاتجاهات الرئيسية. إذا أردت أن تستثمر أو تتداول بذكاء، اجعل متابعة المؤشر عادة يومية، لكن لا تكتفِ برؤية الرقم النهائي، بل حلل مكونات المؤشر، وأداء القطاعات، وأحجام التداول. اربط بين حركة المؤشر والأحداث الاقتصادية المحلية والعالمية لتكوين صورة أوضح.
ضع خطة واضحة، حدد أهدافك، واعرف نقاط دخولك وخروجك قبل اتخاذ أي خطوة. تذكر أن المؤشر هو بوصلة، لكنه ليس الخريطة الكاملة. استخدمه مع أدوات تحليل أخرى لتقليل المخاطر وزيادة فرص النجاح.
هي اختصار لعبارة “Tadawul All Share Index”، أي المؤشر العام لجميع الأسهم المدرجة في السوق الرئيسية السعودية.
لا يمكن شراء المؤشر نفسه، لكن يمكنك الاستثمار في صناديق مؤشرات متداولة (ETFs) أو صناديق استثمارية تتبعه.
ليس بالضرورة، لأن الشركات ذات الوزن الكبير في المؤشر قد تؤثر عليه أكثر من غيرها، حتى لو كانت معظم الشركات تتحرك في الاتجاه المعاكس.
ابدأ بمتابعته يوميًا لمعرفة اتجاه السوق، ثم حاول الربط بين حركته والأخبار الاقتصادية. مع الوقت، ستكوّن خبرة تساعدك على توقيت قراراتك بشكل أفضل.
لا، تاسي يتأثر أيضًا بالعوامل العالمية مثل أسعار النفط، الأوضاع الاقتصادية في الأسواق الكبرى، والسياسات النقدية للبنوك المركزية.
تاسي يقيس أداء السوق ككل، بينما المؤشرات القطاعية تركز على شركات قطاع معين مثل البنوك أو الطاقة.
تأثير أسعار الفائدة على أسعار العملات: الدليل العملي الشامل تفهم تأثير أسعار الفائدة على أسعار…
العملات الآمنة في أوقات الأزمات: دليلك العملي لحماية رأس المال في أوقات الاضطراب الاقتصادي والسياسي…
اختيار زوج العملات المناسب هو واحد من أهم القرارات التي يتخذها أي متداول في سوق…
إذا كنت جديدًا في عالم الاستثمار وتسمع كثيرًا عن تداول العملات، فقد تتساءل من أين…
سوق الفوركس (تداول العملات الأجنبية) سوق الفوركس، أو سوق تداول العملات الأجنبية، هو أكبر سوق…
أسهم النمو مقابل أسهم القيمة: أيهما أنسب لك؟ عندما تبدأ في الاستثمار بالأسهم، ستسمع كثيرًا…