يُعتبر مؤشر داو جونز الصناعي (Dow Jones Industrial Average – DJIA) واحدًا من أقدم المؤشرات المالية في العالم، وأحد أشهر الأدوات التي تُستخدم لقياس أداء سوق الأسهم الأمريكي. تأسس المؤشر في عام 1896، ويضم حاليًا 30 شركة أمريكية كبرى تمثل قطاعات متنوعة من الاقتصاد.
ورغم أن عدد الشركات فيه محدود مقارنة بمؤشرات أخرى مثل S&P 500، إلا أن داو جونز يحتفظ بمكانته الرمزية والتاريخية، ويُعد مرجعًا أساسيًا لمتابعة حركة السوق، خاصة في وسائل الإعلام والتقارير الاقتصادية.
في هذا المقال، سنستعرض ما يمثله مؤشر داو جونز، كيف يتم حسابه، من هي الشركات المكوّنة له، ولماذا لا يزال يحظى بهذه الأهمية حتى اليوم.
مؤشر داو جونز يقيس الأداء العام لثلاثين من أكبر الشركات الأمريكية المدرجة في بورصتي نيويورك وناسداك، ويُركّز على الشركات الصناعية والخدمية الكبرى التي تُعدّ بمثابة “عصب الاقتصاد الأمريكي”.
لكن على عكس مؤشرات أخرى مثل S&P 500، فإن داو جونز لا يُحتسب على أساس القيمة السوقية، بل يُحسب بناءً على سعر السهم. وهذا يعني أن الشركات ذات الأسهم الأعلى سعرًا لها تأثير أكبر على حركة المؤشر، بغض النظر عن حجمها الفعلي.
لهذا السبب، يُنظر إلى داو جونز كمؤشر رمزي أكثر من كونه مقياسًا دقيقًا للسوق بأكمله، لكنه لا يزال يُستخدم على نطاق واسع لقياس اتجاهات السوق العامة، خاصة من قبل الإعلام والمستثمرين التقليديين.
خلافًا لما يعتقده البعض، الشركات المدرجة في مؤشر داو جونز لا تُختار بناءً على أكبر قيمة سوقية فقط. بل يتم اختيارها من قبل لجنة متخصصة تابعة لشركة S&P Dow Jones Indices، بناءً على مجموعة من المعايير النوعية.
من أبرز شروط الانضمام:
الهدف من اختيار هذه الشركات ليس فقط الحجم، بل التمثيل الرمزي والاقتصادي لأهم القطاعات التي تحرك الاقتصاد الأمريكي. ولهذا نرى شركات مثل آبل، ماكدونالدز، وبوينغ داخل المؤشر، بينما قد تكون شركات أخرى عملاقة غير مدرجة فيه.
يضم مؤشر داو جونز مجموعة متنوعة من الشركات الكبرى التي تمثل قطاعات مختلفة من الاقتصاد الأمريكي. هذه الشركات ليست فقط ضخمة من حيث الحجم، بل تُعد رموزًا في صناعاتها، وتُستخدم أسماؤها كمؤشرات للثقة والابتكار والاستقرار.
إليك أبرز الأسماء المدرجة ضمن المؤشر:
هذا التنوع في الشركات يعكس الغرض الأساسي من المؤشر: تقديم صورة مُركّزة وشاملة عن الاقتصاد الأمريكي بمختلف قطاعاته.
رغم أن جميع هذه المؤشرات تُستخدم لتقييم أداء سوق الأسهم الأمريكي، إلا أن بينها اختلافات جوهرية من حيث عدد الشركات، طريقة الاحتساب، ونوع القطاعات التي تُمثلها.
الجدول التالي يوضح أبرز الفروقات بينها:
العنصر | داو جونز (DJIA) | S&P 500 | ناسداك 100 |
---|---|---|---|
عدد الشركات | 30 | 500 | 100 |
طريقة الوزن | سعر السهم | القيمة السوقية | القيمة السوقية |
القطاعات الرئيسية | الصناعة والخدمات | جميع القطاعات | التكنولوجيا بشكل أساسي |
التأسيس | 1896 | 1957 | 1985 |
الاستخدام الشائع | رمزي وتاريخي | قياس شامل للسوق | تمثيل قطاع الابتكار والتقنية |
باختصار، داو جونز يُعد مؤشرًا تاريخيًا ورمزيًا يُستخدم في تقييم السوق، بينما يوفر S&P 500 صورة شاملة، وناسداك 100 يعكس قوة قطاع التكنولوجيا والشركات سريعة النمو.
رغم أن مؤشر داو جونز ليس أصلًا يُمكن تداوله مباشرة، إلا أن هناك أدوات مالية مصممة خصيصًا لتُمكّنك من الاستثمار فيه بكل سهولة. وأبرز هذه الأدوات هي صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) التي تتبع أداء المؤشر بشكل مباشر.
أشهر هذه الصناديق:
عبر شراء وحدات من صندوق DIA، يمكنك امتلاك حصة تمثل 30 من أكبر الشركات الأمريكية دفعة واحدة، مما يوفّر لك تنويعًا ممتازًا واستثمارًا في نخبة الاقتصاد الأمريكي.
كل ما تحتاجه هو حساب تداول لدى وسيط مالي يدعم السوق الأمريكي، ويمكنك شراء الصندوق بنفس الطريقة التي تشتري بها أي سهم آخر.
لا، المؤشر نفسه ليس أصلًا ماليًا يمكن تداوله. لكن يمكنك الاستثمار فيه من خلال صناديق المؤشرات المتداولة مثل صندوق DIA، الذي يتتبع أداؤه بدقة.
رغم رمزيته الكبيرة، إلا أن داو جونز لا يعكس الصورة الكاملة، لأنه يضم فقط 30 شركة، ويُحتسب بناءً على سعر السهم، مما يجعل بعض الشركات تُؤثر فيه أكثر من غيرها.
نعم، يتم تحديث قائمة الشركات بشكل دوري بناءً على قرارات اللجنة المختصة. الشركات التي لم تعد تلائم معايير المؤشر قد تُستبعد، وتُستبدل بأخرى.
لأنه يحمل تاريخًا طويلًا منذ عام 1896، ويُستخدم كمؤشر رمزي لحالة السوق، وغالبًا ما يُستشهد به في الإعلام والتقارير الاقتصادية.
داو جونز يضم شركات من قطاعات تقليدية، ويُحتسب بسعر السهم، بينما ناسداك يركز على شركات التكنولوجيا ويُحتسب على أساس القيمة السوقية.
مؤشر داو جونز ليس مجرد رقم يتغيّر على الشاشات، بل هو سجلّ تاريخي لنمو الاقتصاد الأمريكي، وصوت يعبّر عن تحركات السوق الكبرى. ورغم بساطته مقارنة ببعض المؤشرات الحديثة، إلا أن تأثيره وسمعته يظلان قويين في نظر المستثمرين.
إذا كنت تطمح لفهم السوق الأمريكي، أو تسعى للاستثمار في أقوى شركاته، فإن داو جونز هو نقطة انطلاق لا غنى عنها في رحلتك المالية.
التداول بالهامش والرافعة المالية: دليل شامل للمبتدئين والمحترفين اكتشف قوة الرافعة المالية في الأسواق المالية:…
أهم النسب المالية (مثل P/E و P/B): دليل عملي شامل للمستثمر الذكي تحتاج إلى طريقة…
التحليل الأساسي للأسهم: دليل شامل للمستثمرين اكتشف كيف تحول البيانات المالية إلى قرارات استثمارية ذكية…
تنويع المحفظة الاستثمارية: الدليل الأشمل للمستثمر الذكي تنويع المحفظة الاستثمارية هو توزيع رأس مالك على…
إدارة المخاطر في التداول: الدليل الشامل لتحقيق أرباح مستدامة في عالم الأسواق المالية المتقلبة، تظل…
مستويات الدعم والمقاومة: الدليل الشامل لفهمها وتطبيقها في التداول إذا كنت تبحث عن أساسيات التحليل…